بيان جواز تسمية (قوس قزح) وأن (قزحا) ليس اسما للشيطان

يشيع بين بعض المسلمين تحريم أن يقول المسلم : «قوس قزح»، وأنه يجب عليهم أن يقولوا : «قوس الله»، وادعوا أن سبب ذلك أن : قزح هو اسم للشيطان .
وهذا القول غير صحيح ، ولم يقل أحد بهذا القول ، ولا ثبت في حديث صحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ولا عن ابن عباس (رضي الله عنهما) شيء في أن (قزح) اسم للشيطان ، كما يُزعم ، ولا صح النهي عن ذلك .
بل الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذلك حديث موضوع ، حكم عليه بالوضع ابن الجوزي وغيره .
وأما أثر علي (رضي الله عنه) فقد أبان عن علته الدارقطني في علله ، وهو منكر اللفظ مختلف الإسناد . وقد ثبت عن علي (رضي الله عنه) تسمية جبل مزدلفة بـ(قزح)، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) وقف عنده ، وقال : «وهو الموقف، وجمع كلها موقف»، ولو كان (قزح) عنده اسما للشيطان لما سماه به . بل ورد مرفوعا (وصححه جمع من أهل العلم) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : «هذا قزح ، وهو الموقف، وجمع كلها موقف».
وأما أثر ابن عباس (رضي الله عنهما) فشديد الضعف .
وإنما ظن بعض المتأخرين من أهل العلم صحة بعض ما سبق ، فقالوا بالكراهة ، ولم يقل أحدٌ منهم بالتحريم .
وأما الإمام البخاري (شيخ الحديث والأثر) فقد بوّب في كتابه (الأدب المفرد) بابا بعنوان : «باب قوس قزح»، ليدلنا على عدم صحة شيء في الباب ، أو لأنه لا يعرف فيه ما يوجب المنع تحريما ولا كراهة .
وسبب تسمية هذا القوس بهذا الاسم :
- إما لأن العرب أول ما سمته بهذا الاسم أنها رأته فوق جبل في مزدلفة يُسمى بقزح ، فسموا القوس بهذه الإضافة (قوس قزح)؛ لأنهم رأوه فوق ذلك الجبل .
- وإما لأن (القُزح) جمع (قُزحة) وهي الألوان والخطوط (الطرائق)، ومنه سُميت التوابل (البهارات) أقزاحا ، وقالت العرب : قزّحتُ القدر ، أي : وضعت عليه التوابل (البهارات). فسمي (قوس قزح) بهذا الاسم لأنه خطوط وألوان .
ولا يُكَرِّهنا في هذا القوس الجميل أن اتخذه بعض الفساق شعارا لهم ، ولن يؤيد الكراهة أن جعلوه رمزا لهم . بل سيبقى هذا القوس جميلا ، ولن يقبحه قبحُ القبيحين .
تاريخ النشر : 1443/11/04 هـ
طباعة المقالة